السبت، 2 أغسطس 2014

السرطان

يبلغ عدد الأشخاص الذين يصابون بالسرطان كل عام أكثر من 11 مليونا، ويقدر أن يصل عدد الحالات الجديدة إلى 16 مليون حالة سنويا بحلول عام 2020، ويتسبب السرطان فى وفاة 7 ملايين شخص سنويا، فى جميع أنحاء العالم.

فالسرطان هو مجموعة متشابكة من الأمراض وليس مرضاً واحداً، والسرطان يبدأ فى الخلايا، والخلية هى وحدة الحياة الأساسية فى جسم الكائن الحى، ولفهم السرطان، فإنه من المفيد أن تعرف ماذا يحدث حين تتحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية.

يتكون الجسم من عدة أنواع من الخلايا، وفى الوضع الطبيعى فإن الخلايا تنمو وتنقسم لتشكيل خلايا جديدة فقط عندما يحتاج الجسم لذلك. وهذه العملية المتتابعة تساعد على بقاء الجسم فى صحة جيدة، ولكن أحياناً تواصل بعض الخلايا عملية الانقسام عندما لا تكون هناك حاجة لخلايا جديدة، وهذه الخلايا الإضافية تشكل كتلة من الأنسجة يطلق عليها اسم "الورم" والأورام بدورها تكون إما "حميدة" أو خبيثة.

فالأورام الحميدة: وهى ليست سرطاناً وعادة يمكن إزالتها وهى فى معظم الحالات لا تعاود الرجوع، كما أنها لا تنتشر فى أجزاء الجسم الأخرى، والأهم من ذلك هو أنها نادراً ما تشكل خطراً على الحياة.

والأورام الخبيثة: وهى السرطان، حيث تكون الخلايا فى هذه الأورام شاذة وتنقسم بدون سيطرة أو نظام، وباستطاعتها أن تخترق الأنسجة والأعضاء المجاورة لها وتتلفها، بالإضافة إلى ذلك، فإن الخلايا السرطانية تستطيع الانفصال عن الورم الخبيث ودخول الدورة الدموية والنظام الليمفاوى، وهكذا يمكن للسرطان أن ينتشر من موقعه الأصلى ليشكل أوراماً أخرى فى أعضاء مختلفة من الجسم.

• وهناك حاجة مُلحّة لإعادة تعريف السرطان، وذلك لمنع «فرط التشخيص» و«فرط اللجوء إلى العلاج» لحالات من الأورام التى غالبا ما تكون بطيئة النمو وغير فتّاكة وبالتالى غير بالغة الضرر على صحة المصاب به.
• وبالمقابل، غالبية المرضى لا يدركون معنى هذا التمييز الطبى، مما يجعلهم عند سماع كلمة سرطان يتجهون مباشرة نحو استحضار شبح عملية قاتلة لا محالة.
• السرطان يتخذ مسارات متعددة، وليس جميعها سيتطور نحو الانتشار فى أرجاء الجسم والتسبب بالوفاة، بل ثمة أنواع منه خاملة وغير فتّاكة.
• الحاجة الملحّة اليوم إلى إعادة تعريف السرطان هو التطور المذهل جدا خلال العقود الماضية فى وسائل الكشف الغاية فى التعقيد، مثل «ماموجرام» (أشعة تصوير الثدى) ومناظير الجهاز الهضمى وتحاليل سرطان البروستاتا وغيرها، مما بشّر بأن يكون وسيلة لإنقاذ حياة الملايين عبر الكشف فى وقت مبكر عن الأورام. ولكن قصة فحوصات السرطان تحولت بشكل مختلف، لأن الكثير مما تم اكتشافه تبين أنه من النوعيات الخاملة وغير الضارة.

وعلى الرغم من أنه تم بالفعل إنقاذ حياة الكثيرين بالكشف عن الأورام وعلاجها، فإنه فى الوقت نفسه ارتفعت معدلات اكتشاف الأورام غير الضارة خاصة فى شأن الثدى والبروستاتا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق